خارج حدود النطاق



خارج حدود النطاق

هل تميل أدمغتنا إلى فهم نطاق الكون ؟! هل نحتاج إلى عالم فى الفيزياء الفلكية ليجيب عن أسئلتنا ؟! من الحقائق العلمية إن الكون المرئى يمتد لعشرات المليارات من السنوات الضوئية وإن السبيل الوحيد لفهم هذا كبشر هى سلسلة من الخطوات تبدأ بالخيال وتنتهى بفهمنا العميق لحجم الأرض 

كما علينا ربط فهمنا بالخيال والعواطف وبالحجم البشرى والمقاييس الزمنية مع الإحتفاظ فى  نفس الوقت بمقاييس الكون الهائلة نفسها كم الكون كبير ، فى الواقع الكون لا يفشل ابدا فى تحريك العقل ، وإن مجرتنا وحدها تحتوى على حوالى 300 مليار نجم فى هيكل شاسع يبلغ حوالى 100000  سنه ضوئية 

كما أن متوسط المسافة بين النجوم فى درب التبانة حوالى 4 سنوات ضوئية و هناك الكثير والكثير من الفضاء الفارغ  !! إن أحد الإكتشافات المثيرة حقا فى العقدين الماضيين هى  أن شمسنا ليست فريدة من نوعها بل تظهر أدله إن غالبية النجوم الشبيهة لها نفس التنظيم الكوكبى  حولها وأيضا نفس درجات القرب والبعد عن النجم مما يسمح لها بإستضافة الحياة كما نعرفها هنا على الأرض 

 وعندما قام علماء الفلك بأول قياس لمجرتنا قبل قرن من الزمان فاجأهم حجم الكون الذى حددوه ، وليس هذا فقط بل الكون أيضا يتوسع بإستمرار منذ بدايته الأولى مدفوعا بقوة فيزيائية يطلق عليها إسم  "الطاقة المظلمة"  كما تعمل تلك على مقاييس الزمان والمكان للكون نفسه 

و يأخذنا هنا للسؤال الأكثر خيالا : ماذا يوجد وراء حدود الكون ؟! تشير أبسط نماذجنا الكونية إلى أن الكون متجانس فى خصائصه على أكبر المقاييس كما يمتد إلى الأبد وكذلك تقول نظرية أخرى إن كوننا واحد من عدد لا نهائى من الأكوان - مثل نظرية الأوتار 

وإن الناتج إلى حد كبير يتجاوز فهمنا تماما ، وكما قال عالم الفلك  "نيل دى فراس تايسون" "الكون ليس ملزمنا بفهمك" إن الكون فضاء فارغ ومسافات ضخمة بين النجوم والمجرات و بين المجرات والكون نفسه ، إنها هالة على نطاق واسع أكبر من المستوى البشرى 

كما أن إلتقاط المقياس الحقيقي للكون وربطه بالفهم البشرى يمثل تحديا مرعبا ، وإننا متواضعون بحجمنا الصغير نسبة إلى الكون ولا يمكن لأدمغتنا أن تفهم مدى حجم الكون الذى نعيش فيه ، من أجل هذا تحدثنا عن الخيال فهو مجرد تمهيد للعقل حتى يستطيع أن يستوعب جزء من حقيقة حجمنا .