مدينة الرماد "بومبى"


مدينة الرماد "بومبى"



المدينة حيث تجمد الزمن تماما ليظهر ماتبقى من مواطنو بومبى متحجرون بواسطة الرماد البركانى جميعنا نعرف قصة المدينة الإيطالية المنكوبة التى دمرها البركان ، إن جبل فيزوف الذى يقع على الساحل الغربى لإيطاليا وهو البركان النشط الوحيد فى قارة أوروبا كما إنه واحد من أكثر البراكين خطورة على سطح الكوكب وقد ظل يبعث الزلازل ويتصاعد منه الدخان لمده 7 سنوات كاملة !! 



حتى عام 79 ميلاديا فقد ثار البركان وأرسل مزيجا مميتا من الكبريت السام ومئات الأطنان من الرماد البركانى الحار والذى دفن المدينة بالكامل وحول كل شئ فيها إلى تماثيل مجمده فى الأوضاع التى هلكت بها سواء الحيوانات أو البشر كل هذا فى ساعات قليلة

إن معظم الحسابات المكتوبة فى روما القديمة تركز على السياسة والمسائل العسكرية وحياة الأثرياء والأقوياء ، ولكن هناك بومبى المدينة المتجمدة فى الوقت حيث يمكن للمرء أن يرى ويتعرف على حياة الطبقات من الناس والعبيد منذ 2000 عام كان يعتقد أن بومبى ضاعت إلى الأبد فى واحدة من أسوأ الثورات البركانية المعروفة من جبل فيزوف الذى ثار فقط ليدفن المدينة الرومانية تحت 13 إلى 20 قدما من الرماد البركانى ولكن تم اكتشافه عن طريق الخطأ في القرن 18 ولدهشة الجميع تم الحفاظ على بومبى تماما مع جميع منازلها ، والأعمال الفنية ، والمحلات التجارية وأحافير واللوحات المسجلة على جدران المساكن من سكانها إن ثوران جبل فيزوف


 فى 24 أغسطس 79 ميلادى يعتبر واحدا من أسوأ وأخطر الانفجارات البركانية المسجلة ، حتى يومنا هذا فقد كان البركان خاملاً لسنوات عديدة قبل ذلك اليوم عندما اندلع بشكل كارثى مع قوة مماثلة للقنبلة الذرية التى ألقيت على هيروشيما وناجازاكى خلال الحرب العالمية الثانية ،و قد تم القضاء على مدينة بومبى بأكملها ، بالإضافة إلى المدن المجاورة ستاباى وهركولانيوم وأوبونتى ، قتل الآلاف من الناس بسبب الحرارة ، والغازات السامة ، والرماد الحار ، والحجر الذى أمطر فوق رؤوسهم ،  وفقا للروايات المكتوبة ، لم يكن هناك شىء غير عادى فى ذلك اليوم

 إلا أن الحيوانات كانت تتصرف بشكل غريب وعندما انفجر البركان ، لم يتمكن الناس الذين كانوا فى طريق الانفجار من الفرار ، معظم المعلومات التى لدينا اليوم عن ثوران بركان" Mount Vesuvius" الهائل يأتى من رواية عن" بلينى الصغير"  الذى راقب المأساة من خليج نابولى فى الميناء العسكرى الرومانى فى" Misenum " وصف بوضوح الكارثة الطبيعية وأرسل كتاباته كرسائل موجهة إلى صديقه السياسى الرومانى والمؤرخ" كورنيليوس تاسيتوس" وقد تم اكتشاف خطاباته فى القرن السادس عشر 



وتم حفر حوالى ثلاثة أرباع مساحة 160 فدانًا فى بومبى يقول بلينى إن الانفجار تسبب فى دهشة الجميع ، وأن والدته كانت أول من لاحظ "سحابة ذات حجم ومظهر غير عادى  ، ويضيف: "كانت السحابة ترتفع من جبل فى مثل هذه المسافة لم نتمكن من معرفة أى منها تحديدا  ولكن بعد ذلك علمت أنه فيزوف  يمكننى أن أصف شكله عن طريق تشبيهه بأشجار الصنوبر. لقد صعدت فى السماء على "جذع" طويل جداً ، انتشرت فيه بعض "الفروع" أتخيل أنها قد أثيرت من انفجار مفاجئ

 ثم ضعفت تاركة سحابة غير مدعومة حتى أن وزنها أدى إلى انتشارها على جانبين كانت بعض السحابة بيضاء و فى أجزاء أخرى  كانت هناك بقع داكنة من الأوساخ والرماد ، فى عام 1748 ، تم اكتشاف موقع بومبى عن طريق الصدفة من خلال بناء قصر" لتشارلز بوربون" ومما أثار دهشة الجميع 



والمدينه كانت سليمة مع مبانيها وقطعها الأثرية ، وهياكلها العظمية للضحايا المتجمدة فى الوقت المناسب كان الاكتشاف ذو أهمية كبيرة لأنه علمنا الكثير عن الحياة اليومية في العالم القديم ، وفى صباح اليوم التالى للثوران انهار مخروط البركان مع انهيار جليدى من الطين والرماد حتى اختفت بومبى وهركولانيوم تماما ، و كان من المعتقد أن تضيع إلى الأبد

لم يكن متوقع أن يتم الحفاظ على الجثث والمنازل والمجوهرات والفن لقرون عديدة بفضل الرماد والحطام المنصهر الذى أنتج بكميات كبيرة من الثوران المدمر ، اليوم بومبى هو موقع أثرى ضخم تحميه منظمة اليونسكو ، خلال التنقيب أدرك الفريق أن معظم الهياكل العظمية التى عثر عليها كانت محاطة بفراغ تام وقد تم سكب الجص عالى الجودة فى التجاويف وتم إنشاء قوالب مفصلة للهياكل تمثل مواطنى بومبى الذين فقدوا حياتهم خلال ثوران البركان الرهيب 

لقد اندلع جبل فيزوف 30 مرة منذ 79 م ، ويعتقد العلماء أن ثورانها القادم سيكون هائلاً. هناك حوالي 600000 إيطالى يعيشون داخل منطقة البركان الحمراء وهذا يعرض حياتهم للخطر الرهيب ، يكتشف علماء الآثار الآن المزيد عن مدينة بومباى القديمة وتاريخها المدفون  تحت ركام بركان جبل فيزوفيا .






أقرأ أيضاً ..